د. محمد سلام

يعد التعداد العام للسكان أداة حيوية لفهم التركيبة الديموغرافية لأي بلد، إذ يوفر بيانات دقيقة حول السكان، تساعد الحكومات على وضع سياسات تنموية شاملة تستند إلى حقائق ميدانية في العراق، تأتي الحاجة إلى إجراء تعداد سكاني شامل كأمر ضروري بعد سنوات من التحديات السياسية والاقتصادية التي أفرزت تغيرات جذرية في بنية السكان وأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية.

أهمية التعداد العام للسكان

يمثل التعداد السكاني خطوة أساسية لأي حكومة تسعى لوضع خطط تنموية مبنية على أسس علمية في العراق، يتجاوز التعداد دوره الإحصائي إلى أبعاد سياسية واقتصادية كبيرة تتلخص بالاتي:

1. التخطيط للتنمية المستدامة: يوفر التعداد بيانات شاملة عن حجم السكان، أعمارهم، أماكن توزيعهم، ومستويات التعليم والدخل. هذه المعلومات تسهم في تحديد الاحتياجات الفعلية في مجالات التعليم، الصحة، الإسكان، والبنية التحتية.

2. التوزيع العادل للموارد: بالنظر إلى التباينات الجغرافية بين المحافظات، يُمكِّن التعداد من توجيه الموارد بشكل متوازن وفقاً لاحتياجات كل منطقة. كما يسهم في تقليل الفجوات التنموية بين المحافظات.

3. دعم الإصلاحات الاقتصادية: من خلال التعداد، يمكن للحكومة تحديد التركيبة السكانية الخاصة بالفئات العاملة وغير العاملة، مما يساعد في صياغة سياسات لتحسين سوق العمل وتطوير قطاعات اقتصادية جديدة.

4. الانتخابات والتوزيع البرلماني: يلعب التعداد السكاني دوراً حاسماً في تنظيم الانتخابات وتوزيع الدوائر الانتخابية بشكل يعكس التغيرات في عدد السكان والمناطق.