حذر مختصون من مساعي الجانب التركي لاخضاع العراق من خلال خفض الحصص المائية المتدفقة من اجل مقايضة الماء بالنفط.
وقال مصدر مسؤول لكل الاخبار ، ان « هناك مجسات حصلت عليها الحكومة العراقية تثبت مساع تركيا اخضاع العراق لسياسة المقايضة النفط بالماء من خلال غلق روافد نهري دجلة والفرات.
ورسم «معهد أبحاث السياسة الخارجية» الأمريكي صورة قاتمة لمستقبل العلاقات العراقي-التركية خلال السنوات المقبلة من «المنظور المائي»، معتبرا ان هذه العلاقات ستظل «معقدة» وتفتقر الى التوازن، بينما سيزداد العراق عطشا حيث انه لا يمتلك أوراق قوة بإمكانه استخدامها ضد أنقرة لدفعها إلى عدم حرمانه من الحصص المائية.
وبداية، قال التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ إنه مع اعادة انتخاب رجب طيب أردوغان في رئيسا لتركيا، أصبحت المياه والمخاوف البيئية المرتبطة القضية الحاسمة في قلب العلاقات التركية مع العراق، وهو ما من شأنه أن يلقي بظلاله على تحركات البلدين بشأن مجموعة من المسائل الامنية والتجارية والطاقة والاقليمية الاخرى، مذكرا بأن نهري دجلة والفرات ينبعان من تركيا ويوفران المصدر الأساسي للمياه لأجزاء كبيرة من العراق.
واعتبر التقرير؛ أن هذا الواقع يضع العراق في مكانة أضعف ضمن معادلة تزداد صعوبة تتميز بزيادة عدم اليقين والتعقيدات الناتجة عن مصالح متضاربة للعديد من الأطراف الفاعلة داخليا وخارجيا.
متاهة العلاقات
وبرغم اشارة التقرير الى توتر العلاقات بين تركيا والعراق خلال العقدين الماضيين، إلا أنه لفت الى ان البلدين حاولا اقامة علاقات تجارية واستثمارية متبادلة، لكنها تميل بدرجة كبيرة الى الطرف التركي، حيث تشير أرقام الامم المتحدة، ان تركيا صدرت نحو من 14 مليار دولار من البضائع الى العراق في العام 2022، ما يمثل قفزة هائلة مقارنة بحوالي 100 مليون دولار فقط في العام 1995. وفي المقابل، فان العراق صدر اقل بكثير الى تركيا حيث بلغت صادراته نحو 1.5 مليار دولار في العام 2021.
وفي المقابل، لفت التقرير إلى أن القضايا الشائكة مثل الامن والطاقة والخصومات الجيوسياسية الاقليمية، كانت بمثابة عقبات رئيسية امام تعزيز العلاقات الثنائية.
وأوضح في هذا السياق أن هناك حزب العمال الكوردستاني يظل مصدر قلق كبير لانقرة في العلاقات مع العراق. كما أن تركيا كانت مستاءة من ادراج العراق
وحدات حماية الايزيديين في سنجار ضمن قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران.