د. عماد الشيخلي
أستاذ الأمن السيبراني جامعة ليفربول
تمكنت وزراة الإتصالات وبإدارة وتوجيهات مباشرة من د. هيام الياسري من تطبيق إنجازات متميزة وخلال مدة قياسية لسنة واحدة فقط. حيث تمكنت الوزارة من البدء بإصدار الرخصة الوطنية الرابعة للهاتف النقال و تحقيق نسب إنجاز متقدمة في مشاريع شبكة الألياف الضوئية(FTTH) ،والنجاح للوصول إلى مليون خط ضوئي وإعادة تفعيل الهاتف الأرضي بتقنية الألياف الضوئية. أضف الى ذلك انجاز ٣ مشاريع ترانزيت لإمرار سعات الإنترنت واستثمار موقع العراق ، وزيادة نسب الإنجاز في مشاريع توسعة شبكة البنى التحتية الوطنية لأربعة أضعاف في عقود مع شركات عالمية. ولا يخفى إكمال عدد من مشاريع الأتمتة والتحول الرقمي والذي يعد من أولويات المنهاج الحكومي لتسهيل الإجراءات وتقديم أفضل الخدمات للمواطنين والحد من الفساد. مثال على ذلك إنجاز مشروع الأتمتة للشركة العامة للإتصالات والمعلوماتية بنسبة ١٠٠% ومشروع أتمتة شركة السلام العامة بنسبة ٨٠% وإطلاق بطاقة التوفير الذكية. يبقى الهاجس الأكبر هو غياب ذوي الخبرات الدقيقة لإدارة المشاريع المنجزة مما يؤدي إلى تعثر إستمرارية المشاريع وهدر الأموال المستثمرة. خصوصا غياب شغل بعض المناصب والمسؤوليات في الوزارة وتشكيلاتها من قبل ذوي الخبرة والنزاهة والاختصاصات الدقيقة. مثال على ذلك غياب أصحاب الخبرة والإستشاريين في مجال الأمن السيبراني وأمن المعلومات لبناء استراتيجية الوزارة للأمن السيبراني وإنشاء وادارة مركز بيانات لمعالجة الهجمات الإلكترونية والسيبرانية داخل العراق (حصريا). حيث تعتمد الوزارة والكثير من مؤسسات الدولة على معالجة الهجمات الإلكترونية والسيبرانية بمراكز تنقيح البيانات (خارج الدولة) مما يعرض خصوصية وسرية البيانات الإلكترونية للدولة للتلاعب والتغيير أو الإختراق من قبل أطراف أجنبية أو أشخاص بالخارج يقومون ببيع هذه البيانات لجهات أخرى. لذلك نوصي معالي الدكتوره وزيرة الإتصالات المحترمة بالتركيز الفوري على تكليف مختصيين لشغل مناصب إستشارية وإدارية في مجال الأمن السيبراني وذلك للمحافظة على سرية البيانات وسلامة المشاريع المنجزة مثل أمن شبكات الإنترنت والأتمتة وأمن التحول الرقمي والحكومة الإلكترونية. الخلاصة، لا يمكن الحفاظ على إستمرار ية مشاريع الأتمتة والحكومة الإلكترونية من دون أمن سيبراني داخل العراق!