كل الاخبار / خاص
بعد أكثر من شهر من هجمات المقاومة العراقية المستمرة على القواعد التي تتواجد فيها قوات أميركية في العراق وسوريا، ردا على الدعم الأميركي لإسرائيل في الحرب على غزة، وكما كان متوقعاً، صعدت واشنطن موقفها بتنفيذ ضربات استهدفت مواقع لفصائل عراقية مسلحة تنضوي بهيئة الحشد الشعبي في ناحية جرف النصر إلى الجنوب من ببغداد.
وأكدت هيئة الحشد الشعبي في بيان أن الاعتداء أسفر عن استشهاد 8 مقاتلين وجرح 4 آخرين.
وأوضحت في بيان إنه “في الساعة 2:30 من فجر اليوم الأربعاء تعرضت عدد من مواقع هيئة الحشد الشعبي الى اعتداءات أمريكية غادرة ارتقى على أثرها 8 شهداء و 4 جرحى”.
وشملت الاعتداءات وفقا للبيان قيادة عمليات الجزيرة ضمن قاطع جرف النصر.
ومن المعلوم أن قيادة عمليات الجزيرة يشرف عليها فصيل كتائب حزب الله الذي كشفت مصادر عراقية أنها المتضرر الأكبر من الضربات.
وقالت الكتائب في بيان إن عجز الآلة العسكرية الأميركية عن حماية قواعدها من هجمات المقاومة الإسلامية زادت من تخبط واشنطن لتُقدم على ارتكاب الجرائم بحق من حموا العراق، وأمنوا مناطقه، وحرروا أرضه، من شر صنيعتها داعش.
وأضاف إن جريمة القصف الأمريكي لن تمر دون عقاب، وهو ما يستدعي توسيع دائرة الأهداف إذا ما استمر العدو بنهجه الإجرامي.

واعتبرت الحكومة العراقية هذه التطورات تجاوزا على السيادة العراقية.
وأكد المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي أن الحكومة العراقية تتعامل مع ما حدث على أنه تصعيد خطير وفيه تجاوز مرفوض على السيادة العراقية.
وأضاف في بيان رسمي “ندين بشدة الهجوم الذي استهدف منطقة جُرف النصر والذي جرى دون علم الجهات الحكومية العراقية ما يُعد انتهاكاً واضحاً للسيادة”.
وشدد على أن “الحكومة العراقية هي المعنية حصراً بتنفيذ القانون ومحاسبة المخالفين، وهو حق حصري لها ولا يحق لأية جهة خارجية أداء هذا الدور نيابةً عنها وهو أمر مرفوض وفق السيادة الدستورية العراقية والقانون الدولي”.

وأعلن الإطار التنسيقي، دعمه لبيان الحكومة حول الاعتداء على جرف النصر.
وذكر الاطار في بيان أنه “يجدد رفضه القاطع لاي استهداف وتجاوز على السيادة العراقية ويدين بشدة الاستهدافات التي نفذت على الارض العراقية اخرها في منطقة جرف النصر شمال محافظة بابل”.
وشدد على “الالتزام بالمهام المحددة لجميع القوات التابعة للتحالف الدولي وفق القوانين العراقية وان اي تجاوز وتصرف غير منحصر بمحاربة فلول داعش يعد تجاوزاً خطيراً ومداناً وان ماجرى من اعتداءات يسهم في زيادة المواجهات مع قوات التحالف والتي لا نتمناها”.
وتابع: “كما نثمن جهود الحكومة في حماية البعثات الدبلوماسية والمقار الامنية وفرض القانون ويدعم ماجاء في بيانها الرسمي، ويدعوها لايصال الرسائل الرسمية الواضحة والعاجلة للجهات المعنية للحفاظ على السلم والامن الذي تحقق بدماء الشهداء”.

ووصف رئيس تحالف الفتح هادي الضربات بالاعتداءات الأمريكية الآثمة.
واعتبر العامري في بيان “هذا العمل الجبان انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية، واعتداءً آثماً على كرامة العراقيين،  ودليلاً مضافاً واضحاً لا يقبل الشك على كذب الادعاءات الأمريكية بحصر تواجدهم في العراق (بالمستشارين والمدربين)، بل هو دليل قطعي على أن تواجدهم هذا، هو قتالي صرف سواء في قاعدتي عين الأسد وحرير، أو في باقي القواعد الأخرى”.
وأكد على “ضرورة إخراج القوات الأمريكية وكل قوات التحالف الدولي من العراق فوراً”.

وأكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، اليوم الأربعاء، أن الانتهاك الأمريكي تجاوز على السيادة العراقية، فيما أشار الى أن هذه الجرائم تكشف عن الضرر الكبير الذي يسببه تواجد هذه القوات.
وأضاف إن هذا الفعل الشائن فيه تجاوز على السيادة العراقية بكل وقاحة وعنجهية، وتؤكد أن الوجود الأمريكي لا يقتصر على الاستشارة العسكرية، وأن لديه قوات مقاتلة محتلة ومستهترة، في مخالفة صريحة للدستور العراقي الذي يمنع وجود أي قوات قتالية أجنبية على الأرض العراقية”.
وطالب الشيخ الخزعلي “بمحاكمة هذه القوات المجرمة وفق أحكام القانون العراقي”، داعياً الى “طردها من بلدنا، واستعادة السيادة على الأجواء والأراضي العراقية”.

وقال مصدر رفيع أن “التصعيد الأمريكي جاء بعد انتهاء مهلة الأسبوعين التي منحتها واشنطن للحكومة العراقية لأيقاف تصعيد الفصائل العراقية المسلحة والذي بدأ منذ 17 تشرين الأول الماضي.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية بأن القوات الأمريكية تعرضت لحوالى 66 هجوما منذ ذلك التاريخ. (32 هجوما في العراق و34 في سوريا).
وقالت إن الهجمات أوقعت على نحو تقريبي 62 جريحا في صفوف عناصر أمريكيين.