نهله الدراجي الصحفية المغتربة
أيها الوطن العزيز، أكتب إليكَ هذه الرسالة لأعبّر عن مشاعري العميقة وأشارككَ أحزاني وأفراحي من بعيد… فقد تغير الكثير منذ أن غادرتكَ، ولكن الحب والولاء لا يتغيران. أنا هنا اليوم لأخبركَ أنكَ في قلبي وروحي في كل لحظة.
كلما مرت الأيام، زاد اشتياقي لك..
أشتاق لرؤية شوارعنا المعبّدة بالذكريات، ولرائحة الهواء العليلة التي تعبق بأرجاء الوطن….
أشتاق للابتسامات الدافئة والضحكات المليئة بالحياة، وللحنان الذي يحيطني في أحضان الأهل والأصدقاء…
أشتاق لكل تفصيله في حياتي التي كنت أعتبرها أمرًا طبيعيًا ولكنها اليوم تصبح ثمينة وغالية جدًا…
عندما أرى الصور والفيديوهات التي تحمل ألوان وجوانب من حياتي السابقة، يستحوذ الحنين على قلبي ويعصف بروحي…. أتمنى أن أعود في هذه اللحظة وأعيش تلك اللحظات الماضية من جديد، ولكنني أدرك أن الزمن لا يعود والماضي يبقى ماضيًا.
على الرغم من الألم الذي يرافق الغربة، إلا أنني أحاول أن أجد القوة والصبر لمواجهة هذه التحديات..
أيها العراق الحبيب، أشكركَ على كل ما منحتني إياه، على التربية والقيم التي غرستها في وجودي، وعلى الذكريات الجميلة التي ستبقى خالدة في قلبي…
أتمنى أن يعم السلام والاستقرار في أرجائك… أعلم أن العالم يتغير باستمرار وأن الأمور لن تكون كما كانت من قبل، ولكن أؤمن بقوة الروح الوطنية وبقدرتكم على التغلب على التحديات….
في كل يوم أتمنى أن يأتي اليوم الذي أعود فيه إلى حضنك، أنكَ دائمًا في قلبي وجزءًا لا يتجزأ من هويتي…
أيها العراق الحبيب، أنت لست مجرد مكان، بل أنت قصة حب وولاء، سأعود وأضع رأسي على صدرك، وأشعر بالسعادة الحقيقية التي لا توصف.
أحبك يا وطني الحبيب، وسأحملكَ في قلبي إلى الأبد….