بقلم أياد السماوي
يستذكر العراقيون اليوم الذكرى الثانية عشر ليوم العراق ويوم الوفاء ويوم السيادة الوطنية ويوم انتهاء الوجود الأجنبي على الأراضي العراقية , ففي مثل هذا اليوم قبل إثنى عشر عاما تحققت إرادة الشعب العراقي بانسحاب آخر جندي أجنبي من أرض العراق , وذلك تنفيذا لاتفاقية الانسحاب الموّقعة بين الحكومة العراقية والإدارة الأمريكية , وفي مثل هذا اليوم حصل العراق على سيادته كاملة و غير منقوصة وأصبح حرا عزيزا بفضل صبر وحكمة الزعيم الشجاع نوري كامل المالكي الذي أدار عملية المفاوضات مع الجانب الأمريكي , فهو بحق مهندس هذا اليوم الخالد الذي أصبح عنوانا مشرّفا في تأريخ العراق الحديث .
إنّ سيادة العراق التي تحققت بالصبر والتضحيات الجسام في هذا اليوم عام ٢٠١١ , تعود لتنتكس مع عودة القوّات الأمريكية مرة أخرى إلى العراق تحت غطاء المدربين والمستشارين والخبراء ، فالقوّات الأمريكية التي عادت إلى العراق تحت ذريعة محاربة الإرهاب ، تمّثل قوات النخبة والقوات الخاصة الأمريكية , وقد بنيت لها قواعد ثابتة في العراق , وأصبحت مهمة إخراج هذه القوات مهمة عسيرة في ظل الأوضاع الدولية الراهنة وأوضاع المنطقة , وبالتالي فإن النصر الذي حقّقه العراقيون بيوم السيادة الخالد , قد سرق بتواطؤ من قبل الحكومة العراقية التي أعادت القوات الأمريكية إلى العراق عام ٢٠١٤ ، لقد أصبح إخراج هذه القوات من العراق ضرورة حتميّة ووطنية كبرى ، فوجود هذه القوات بات اليوم خطر داهم على سيادة العراق وأمنه وكرامته ، فالقوات التي تتعاون مع إسرائيل لقصف العراق ليست قوات صديقة ، وأمريكا اليوم لم تعد دولة صديقة مع العراق فحسب ، بل مع الإنسانية برّمتها ، وجرائم أمريكا وإسرائيل في غزّة قد شوّهت وجه الإنسانية المشرق بقيادة رئيسها الخرف ..