كل الأخبار/ متابعة
باستعراض عسكري في ساحة الاحتفالات الكبرى وسط بغداد، أحيا الجيش العراقي ذكرى تأسيسه الـ103، التي توافق يوم 6 كانون الثاني من كل عام.
منذ أيام ومظاهر الاحتفال لا تتوقف، عبر طلعات للمقاتلات الجوية والمروحيات في سماء العاصمة، كما استكملت الاستعدادات في ساحة الاحتفالات التي تحولت إلى ثكنة لجميع الصنوف (البرية والجوية والبحرية) لاحتضان الاستعراض العسكري الكبير.
أحداث غير مسبوقة
ويأتي عيد الجيش العراقي هذه السنة، بينما تمر البلاد بتوترات أمنية غير مسبوقة بعد أن شهدت الخميس استهدافاً أمريكياً لمقر الحشد الشعبي في شارع فلسطين شرقي بغداد، والذي أدى إلى مقتل المسؤول العسكري في حركة “النجباء” مشتاق طالب السعيدي.
وندد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الجمعة، بتكرار الهجمات التي تستهدف مقار الحشد الشعبي من قبل قوات التحالف الدولي المناهضة لتنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، مجدداً موقف حكومته “الثابت والمبدئي” في إنهاء وجود تلك القوات في البلاد.
لكن خبراء أمنيون وعسكريون واستراتيجيون أكدوا حاجة الجيش العراقي إلى وجود التحالف الدولي في الوقت الحالي، خاصة على مستوى الدعم اللوجستي والجهد التقني الساند، كاشفين عن تحديات كبيرة متعددة ومتنوعة يعاني منها نتيجة الظروف التي مرت بها المؤسسة العسكرية خاصة في العقود الثلاثة الماضية.
محطات الجيش
تأسست أول قوة في الجيش العراقي وكانت تدعى “فوج الإمام موسى الكاظم” في السادس من يناير/ كانون الثاني عام 1921.
وتطور الجيش العراقي على مدى تاريخه وشارك في حروب ونزاعات متعددة، وبلغ الجيش العراقي في حقبة الثمانينيات، تصنيفاً متقدماً، بعد إدراجه كسادس الجيوش قوة في العالم، وذلك إبان الحرب مع إيران، التي استمرت لثماني سنوات.
لكن ذلك التصنيف لم يصمد طويلاً، بعد أن قاد صدام حسين الجيش نحو غزو الكويت، ليخرج منها بعد نحو خمسة شهور مرغماً تحت ضربات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عام 1991.
إلا أن نهاية الجيش العراقي السابق كانت بعد احتلال القوات الأمريكية للعراق في حرب العام 2003 وإصدار رئيس سلطة الائتلاف الأمريكية بول بريمر قراراً بحل الجيش العراقي.
وأعيد تأسيس الجيش العراقي بعد الحرب على أسس مختلفة بعض الشي، حيث بني على أساس التطوع فقط بعد أن كان في السابق يعتمد على التجنيد الإلزامي، فضلاً عن الانخراط طوعاً، وأصبحت المرتبات العالية التي تدفع للجنود والضباط عامل جذب للالتحاق بالقوات المسلحة.
ويقوم الجيش العراقي الحالي بواجبات حفظ الأمن الداخلي بصورة رئيسية، وقد ازدادت أعدادهم في السنوات الأخيرة لتبلغ مئات الآلاف، إلا انه يعاني من قصور في التسليح والتجهيز خاصة فيما يتعلق بحماية سمائه.
جملة تحديات
وفي هذا السياق، قال الخبير الأمني، سرمد البياتي، إن الجيش العراقي لديه قدرات لحماية البلاد لكن ما يحتاجه في هذه الفترة لإتمام الحماية كاملة هي الدفاعات الجوية، والاستطلاع الجوي، وكشف الأهداف الأرضية من الجو، وغيرها من المتطلبات التي تخص حماية سماء العراق.