بغداد / كل الأخبار
أعاد حادث الاغتيال في تقاطع العامرية إلى الاذهان في العراق عملية القتل الممنهجة التي كانت تحدث إبّان الحرب الطائفية، حيث كان لجرأة تنفيذ حادث في منطقة مزدحمة وتقاطع مليء بالسيارات يعبّر عن جرأة مفرطة بعد تمكن قوات الأمن العراقية من بسط نفوذها في العاصمة بغداد.
كان مشهد مقتل الشاب في سيارة فارهة في وضح النهار يحمل الكثير من الاسرار، حيث لم تمر ساعات على اغتياله حتى بدأت تتكشف الحقائق عن هوية “قتيل تقاطع العامرية”.
من هو مصطفى الجبوري؟
مصطفى المولود في بغداد عام 1989 كان له منذ عدة سنوات علاقات مع شبكة “فوكستروت” الإجرامية في السويد التابعة لـ “الثعلب الكوردي” راوة مجيد.
وخلال الأشهر الستة الماضية، أدى دوراً مركزياً في الصراع الداخلي الذي احتدم في الشبكة. وعندما اندلع الصراع بين راوة مجيد وإسماعيل “فراولة” عبده في سبتمبر/أيلول الماضي، اختار الجبوري البقاء مخلصاً لراوة مجيد.
ومنذ ذلك الحين، كان مصطفى على رأس قائمة القتل لدى الجانب المعارض.
وبحسب وسائل إعلام سويدية تواصلت مع الدائرة المقربة من “عبده” أنهم يتحملون الآن مسؤولية مقتل مصطفى بالرصاص في بغداد.
يقول الصحفي السويدي فريدريك شوشولت؛ إن هناك أسباباً تدعو للقلق بعد مقتل مصطفى “بنزيمة” الجبوري. إن حرب العصابات السويدية انتقلت مرة أخرى إلى الخارج.
ويوضح شوشولت أنه في الداخل السويدي، أسباب تدعو للقلق الآن بعد إعادة رسم خريطة الصراع.
ويضيف أنه من المؤكد أن مصطفى قُتل بالرصاص في بغداد، الصور التي وردت من هناك تؤكد ذلك.
ويشير إلى أنه تم الاتصال بالشرطة السويدية بعد ظهر يوم الاثنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن معلومات تفيد بأن الرجل الذي يُدعى “بنزيمة” في موجة العنف الأخيرة، مصطفى الجبوري، قُتل بالرصاص في بغداد داخل سيارة، الصور من السيارة والجروح الناجمة عن طلقات نارية لا تترك مجالًا للشك في أنه كان إطلاق نار مميتًا، وسرعان ما أثبتت الشرطة السويدية أن الكثير من الحقيقة بشأن حلاقة شعره الخاصة. تم التعرف على السيارة أيضًا.
وفي وقت لاحق، جاءت صور أكثر وضوحًا لوجهه ووثائق هويته التي لا تترك مجالًا للشك.
على الرغم من أن الشرطة السويدية ووزارة الخارجية ستواصلان العمل وفقًا للإجراءات القياسية مع سجلات الأسنان أو الحمض النووي لتحديد الهوية، إلا أن تحديد الهوية مكتمل بشكل غير رسمي.
حرب المافيا السويدية
عملية اغتيال مصطفى الجبوري في بغداد لم تكن الأولى فقد سبق أن قام الجبوري بتزييف عملية موته لإيهام المافيا السويدية بأنه قد مات في شهر تشرين الاول الماضي في بغداد ايضا عبر محاولة اغتيال “مزيفة”.
ويبدو أن عمليات التصفية بين المافيات السويدية المعروفة بأسم “فوكستروت” قد انطلقت نهاية العام الماضي.
وقُتل رجل “فوكستروت” هاريس اوستردال في سراييفو، حيث يشتبه في وجود العديد من السويديين هناك، فضلاً عن اعتقال العناصر الفاعلة في الصراع العنيف في تونس، والعديد من البلدان الأخرى، فإن التقارير الأولى من بغداد تتحدث عن مستوطنة سويدية على أراضٍ أجنبية، وقاتل مصطفى الجبوري هو مواطن سويدي، تنكر بزي عامل توصيل على دراجة نارية “دليفري” عندما اقترب من السيارة مع ضحية القتل وفتح النار. وسرعان ما ألقت الشرطة العراقية القبض على مطلق النار وتم التعرف عليه على أنه سويدي.
وفي سياق العصابات السويدية، يبدو وكأنه “متسلق” نموذجي – شخص مكلف بتنفيذ مهمة قتل، قاتل مأجور في حرب العصابات بالمناطق النائية، كان هذا هو أسلوب العمل خلال موجات العنف الأخيرة في السويد.